فصل: ‏فصل في الصدقة عن الكافر ومنه‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


‏{‏ فصل في الصدقة عن الميت‏}‏

17050- عن محمد بن سيرين قال‏:‏ بلغني أن سعد بن عبادة قال‏:‏ يا رسول الله إن أم سعد في حياتها كانت تحج من مالي وتصدق وتصل الرحم وتنفق من مالي وإنها قد ماتت فهل ينفعها أن أفعل ذلك عنها‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

ابن جرير‏.‏

17051- عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال‏:‏ جاء سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أمي ماتت ولم توص فهل ينفعها أن أتصدق عنها‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

‏(‏ص‏)‏‏.‏

17052- عن عكرمة أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله أمي توفيت ولم تتصدق بشيء أفلها أجر إن تصدقت عنها‏؟‏ قال‏:‏ نعم قال‏:‏ فإنها تركت مخرفا ‏(‏مخرفا‏:‏ أي بستانا من نخل‏.‏ والمخرف بالفتح يقع على النخل وعلى الرطب‏.‏ النهاية ‏(‏2/24‏)‏ ب‏)‏ فأنا أشهدك أني قد تصدقت عنها‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17053- عن عروة قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها وقد علمت أنها لو تكلمت تصدقت فأتصدق عنها‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17054- عن عطاء بن أبي رباح قال‏:‏ قال رجل يا رسول الله أعتق عن أمي وقد ماتت‏؟‏ فقال‏:‏ نعم‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17055- عن ابن جريج قال‏:‏ سمعت عطاء يسأل هل للميت أجر فيما يتصدق به عنه الحي‏؟‏ فقال‏:‏ قد بلغنا ذلك‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17056- عن طاووس أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إن أمي توفيت ولم توص أفأوصي عنها‏؟‏ قال‏:‏ نعم وجاء رجل من خثعم فقال‏:‏ يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج إلا معترضا على بعيره أفأحج عنه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17057- عن سعيد بن جبير قال‏:‏ لو ان رجلا تصدق عن ميت بكراع لقبله الله منه‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17058- عن الحسن قال‏:‏ جاء سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أمي كان عليها نذر أفأقضيه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ أينفعها‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17059- عن الحسن قال‏:‏ قال سعد بن عبادة‏:‏ يا رسول الله إني كنت ابن أم سعد وإنها ماتت فهل ينفعها أن أتصدق عنها‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ فأي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ اسق الماء فجعل صهريجين في المدينة، قال الحسن‏:‏ فربما سقيت منهما وأنا غلام‏.‏

‏(‏ص‏)‏‏.‏

17060- عن عائشة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظن أنها لو تكلمت تصدقت فلها أجر في أن أتصدق عنها‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

ابن جرير‏.‏

17061- عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

ابن النجار‏.‏

17062- عن أبي هريرة قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

ابن جرير‏.‏

17063- عن معاذ قال‏:‏ أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عطية فبكيت فقال‏:‏ ما يبكيك يا معاذ‏؟‏ قلت‏:‏ يا رسول الله كان لأمي من عطاء أبي نصيب تتصدق به وتقدمه لآخرتها وإنها ماتت ولم توص بشيء قال‏:‏ فلا يبك الله عينيك يا معاذ أتريد أن تؤجر أمك في قبرها‏؟‏ قلت‏:‏ نعم يا رسول الله قال‏:‏ فانظر الذي كان يصيبها من عطائك فأمضه لها وقل‏:‏ اللهم تقبل من أم معاذ، فقال قائل‏:‏ يا رسول الله ألمعاذ خاصة أم لأمتك عامة‏؟‏ فقال‏:‏ لأمتي عامة‏.‏

ابن جرير، وفيه‏:‏ عثمان بن عطاء الخراساني ضعيف‏.‏

17064- عن عقبة بن عامر قال‏:‏ أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت‏:‏ أريد أن أتصدق بحلي عن أمي وقد توفيت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أمرتك بذلك‏؟‏ قالت‏:‏ لا، قال‏:‏ فأمسكي عليك مالك فهو خير لك‏.‏

ابن جرير ‏(‏أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏3/138‏)‏ كتاب الزكاة باب الصدقة على الميت، وقال‏:‏ رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني رجال الصحيح وفي إسناد أحمد‏:‏ ابن لهيعة‏.‏ ص‏)‏‏.‏

17065- عن عقبة بن عامر قال‏:‏ أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أمي توفيت وتركت حليا ولم توص فهل ينفعها إذا تصدقت عنها‏؟‏ قال احبس عليك مالك‏.‏

ابن جرير ‏(‏أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏3/138‏)‏ كتاب الزكاة باب الصدقة على الميت، وقال‏:‏ رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني رجال الصحيح وفي إسناد أحمد‏:‏ ابن لهيعة‏.‏ ص‏)‏‏.‏

17066- عن ابن عباس قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أعتق عن أمي وقد ماتت‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

ابن جرير‏.‏

17067- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن أبي مات أفأعتق عنه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

ابن جرير‏.‏

17068- عن ابن عباس قال‏:‏ توفيت أم سعد بن عبادة وهو غائب عنها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها أن أتصدق عنها بشيء‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها‏.‏

‏(‏عب‏)‏ وابن جرير‏.‏

17069- عن سعد بن عبادة قال‏:‏ جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت توفيت أمي ولم توص فهل يغني عنها أن أتصدق عنها‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ نعم، ولو بكراع محرق‏.‏

ابن جرير‏.‏

17070- وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يسقي عن أمه الماء‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17071- عن أبي هريرة قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

ابن جرير‏.‏

‏{‏الصدقة من مال الزوج‏}‏

17072- عن الحسن قال‏:‏ قال رجل يا رسول الله إن امرأتي تعطي من مالي بغير إذني قال‏:‏ فأنتما شريكان في الأجر قال‏:‏ فإني أمنعها قال‏:‏ لك ما بخلت به ولها ما أحسنت‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17073- عن أبي مليكة ‏(‏اسمه‏:‏ زهير بن عبد الله بن جدعان التميمي المدني‏.‏ وهو صحابي‏.‏ أسد الغابة لابن الأثير ‏(‏2/264‏)‏ ص‏)‏ أن أسماء ابنة أبي بكر قالت‏:‏ يا رسول الله مالي شيء إلا ما يدخل على الزبير فأنفق منه‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنفقي ولا توكي فيوكى عليك‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17074- عن أبي هريرة أنه سئل عن المرأة تصدق من مال زوجها قال‏:‏ لا، إلا من قوتها فالأجر بينها وبين زوجها ولا يحل لها أن تصدق بشيء من مال زوجها إلا بإذنه‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

‏{ ‏فصل في الصدقة عن الكافر ومنه‏}‏

17075- عن عمرو بن شعيب قال‏:‏ كان على العاص بن وائل مائة رقبة يعتقها فجعل على ابنه هشام خمسين رقبة وعلى ابنه عمرو خمسين رقبة فذكر عمرو ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنه لا يعتق عن كافر، ولو كان مسلما فأعتقت عنه أو تصدقت أو حججت بلغه ذلك‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17076- عن عبد الله بن عمرو أن العاص بن وائل أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة فاعتق ابنه هشام خمسين رقبة فأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية فقال حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله، إن أبي أوصى بعتق مائة رقبة وإن هشاما أعتق عنه خمسين وبقيت عليه خمسون أفأعتق عنه‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو كان مسلما فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك‏.‏

ابن جرير‏.‏

17077- عن سعد قال‏:‏ جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو‏؟‏ قال‏:‏ في النار فكأن الأعرابي وجد من ذلك قال يا رسول الله فأين أبوك‏؟‏ قال‏:‏ حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار فأسلم الأعرابي بعد، فقال‏:‏ لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار‏.‏

البزار وابن السني في عمل يوم وليلة ‏(‏طب‏)‏ وأبو نعيم‏.‏

‏{ ‏فصل في المصرف‏}‏

17078- ‏{‏الصديق‏}‏ عن أبي بكر الصديق أن بريرة أهدت لهم لحما فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يطبخوا منه، فقالوا‏:‏ يا نبي الله إنما تصدق به عليها فقال‏:‏ الهدية لنا والصدقة عليها‏.‏

أبو بكر، الشافعي وابن النجار‏.‏

17079- عن عبد الرحمن بن السلماني أن أبا بكر قال فيما أوصى به عمر‏:‏ من أدى الزكاة إلى غير أهلها لم تقبل زكاته بالدنيا جميعا ومن صام شهر رمضان في غيره لم يقبل منه صومه ولو صام الدهر أجمع‏.‏

‏(‏عب، ش‏)‏ وابن السلماني ضعيف ولم يدرك أبا بكر‏.‏

17080- عن الحسن أنه سأله رجل أتشرب من ماء هذه السقاية في المسجد فإنها صدقة قال الحسن‏:‏ قد شرب أبو بكر وعمر من سقاية أم سعد فمه‏.‏

ابن سعد‏.‏

17081- عن عطاء أن عمر كان يأخذ العرض ‏(‏العرض‏:‏ العرض بالتحريك‏:‏ متاع الدنيا وحطامها‏.‏ النهاية ‏(‏3/214‏)‏ ب‏)‏ في الصدقة من الورق وغيره ويعطيها في صنف واحد مما سمى الله‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

17082- عن عبد الله بن عبد الرحمن أن عمر قدم الجابية فقام خطيبا فذكر الحديث إلى أن قال، ثم قال‏:‏ ألا إذا انصرفت عن مقامي هذا فلا يبقين أحد له حق في الصدقة إلا أتاني فلم يأته ممن حضره إلا رجلان فأمر لها فأعطيا فقام رجل فقال‏:‏ أصلح الله أمير المؤمنين ما هذا الغني المتعقد بأحق بالصدقة من هذا الفقير المتعفف، فقال عمر‏:‏ ويحك وكيف أني بأولئك‏.‏

‏(‏ع‏)‏‏.‏

17083- عن ميمون بن مهران أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب تسأله من الصدقة، فقال لها عمر‏:‏ إن كان لك أوقية فلا تحل لك الصدقة قال‏:‏ والأوقية يومئذ فيما ذكر ميمون أربعون درهما، فقالت‏:‏ بعيري هذا خير من أوقية، قال فقلت لميمون أعطاها‏؟‏ قال‏:‏ لا أدري‏.‏

أبو عبيد‏.‏

17084- عن شهاب بن عبد الله الخولاني قال‏:‏ خرج سعد وكان من أصحاب يعلى بن أمية حتى قدم عمر على المدينة فقال‏:‏ أين تريد‏؟‏ فقال الجهاد، فقال ارجع فإن عملا بالحق جهاد حسن فلما أراد أن يرجع قال له عمر‏:‏ إذا مررت بصاحب المال فلا تنسوا الحسنة ولا تنسوها صاحبها وفرقوا المال ثلاث فرق فخيروا صاحب المال ثلثا ثم اختاروا من أحد الثلثين ثم ضعوها في كذا وفي كذا قال أمور وصفها‏.‏

أبو عبيد‏.‏

17085- عن عمير بن سلمة الدؤلي قال‏:‏ بينما عمر نصف النهار قائل ‏(‏قائل‏:‏ من القيلولة وهي نومة الظهيرة‏.‏ ص‏)‏ في ظل شجرة وإذا أعرابية فتوسمت الناس فجاءته، فقالت‏:‏ إني امرأة مسكينة ولي بنون وإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان بعث محمد بن مسلمة ساعيا فلم يعطنا فلعلك يرحمك الله أن تشفع لنا إليه قال فصاح بيرفأ أن ادع لي محمد بن مسلمة، فقالت إنه أنجح لحاجتي أن تقوم معي إليه فقال‏:‏ إنه سيفعل إن شاء الله فجاءه يرفأ، فقال‏:‏ أجب فجاء فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فاستحيت المرأة منه، فقال عمر والله ما آلو أن أختار خياركم كيف أنت قائل إذا سألك الله عز وجل عن هذه‏؟‏ فدمعت عينا محمد، ثم قال عمر‏:‏ إن الله بعث إلينا نبيه صلى الله عليه وسلم فصدقناه واتبعناه فعمل بما أمره الله به فجعل الصدقة لأهلها من المساكين حتى قبضه الله على ذلك ثم استخلف الله أبا بكر فعمل بسنته حتى قبضه الله ثم استخلفني فلم آل أن أختار خياركم إن بعثتك فأد إليها صدقة العام وعام أول وما أدري لعلي لا أبعثك، ثم دعا لها بجمل فأعطاها دقيقا وزيتا، فقال‏:‏ خذي هذا حتى تلحقينا بخيبر فإنا نريدها فأتته بخيبر فدعا لها بجملين آخرين وقال‏:‏ خذي هذا فإن فيه بلاغا حتى يأتيكم محمد بن مسلمة فقد أمرته أن يعطيك حقك للعام وعام أول‏.‏

أبو عبيد ‏(‏الحديث أورده أبو عبيد في كتاب الأموال صفحة ‏(‏787‏)‏ وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف‏.‏ ص‏.‏

17086- عن طاووس أن رجلا نذر أن يتصدق على أول إنسان يلقاه من أهل القرية فلقيته امرأة فتصدق عليها فقيل له‏:‏ هذه أخبث امرأة في القرية ثم تصدق على أول إنسان من أهل القرية بعد ذلك فقيل له‏:‏ لهذا أخبث رجل في القرية ثم تصدق على إنسان آخر فقيل له‏:‏ هو غني فشق عليه ذلك فأرى في النوم إن الله قد قبل صدقتك إن فلانة كانت بغيا وكانت تحملها على ذلك الحاجة فتركت منذ أعطيتها صدقتك وعفت وإن فلانا كان يسرق وكانت تحمله على ذلك الحاجة فترك ذلك منذ أعطيته ونزع عن السرق ‏(‏السرق‏:‏ السرق بالتحريك بمعنى السرقة، وهو في الأصل مصدر، يقال سرق يسرق سرقا‏.‏ النهاية ‏(‏2/362‏)‏ ب‏)‏ وإن فلانا كان غنيا وكان لا يتصدق فلما تصدقت عليه قال‏:‏ فأنا أحق بالصدقة من هذا وأكثر مالا ففتح الله له بالصدقة‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17087- عن ابن أبي مليكة أن خالد بن سعيد بن العاص بعث إلى عائشة ببقرة فقالت‏:‏ إنا آل محمد لا نأكل الصدقة‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

17088- عن عبيد الله بن عدي أنه حدثه رجلان قالا‏:‏ جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والناس يسألونه من الصدقة فزاحمنا عليه حتى خلصنا ‏(‏خلصنا‏:‏ يقال خلص فلان إلى فلان‏:‏ أي وصل إليه‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏2/61‏)‏ ب‏)‏ إليه فسألناه من الصدقة فرفع البصر فينا وخفضه فرآنا رجلين جلدين، فقال‏:‏ إن شئتما فعلت، ولاحظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب‏.‏

ابن النجار‏.‏

17089- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الحسن بن علي أخذ تمرة من الصدقة فلاكها في فيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ كخ كخ إنا لا تحل لنا الصدقة‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

17090- عن أبي ليلى قال‏:‏ كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فدخل بيت الصدقة معه حسن أو حسين فأخذ تمرة فجعلها في فيه، فاستخرجها النبي صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ إن الصدقة لا تحل لنا‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

17091- عن أبي عمرة رشيد بن مالك قال‏:‏ كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء رجل بطبق عليه تمر، فقال‏:‏ ما هذا صدقة أو هدية‏؟‏ فقال الرجل‏:‏ بل صدقة فقدمها إلى القوم والحسن صغير بين يديه فأخذ تمرة فجعلها في فيه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فأدخل أصبعه في فيه ثم قال بها قال‏:‏ إنا آل محمد لا نأكل الصدقة‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

17092- عن أبي رافع قال‏:‏ بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني مخزوم على الصدقة فأراد أبو رافع أن يتبعه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أما علمت إنا لا يحل لنا أكل الصدقة وإن مولى القوم من أنفسهم‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

17093- عن أبي عمرة رشيد بن مالك قال‏:‏ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بطبق فيه تمر، فقال‏:‏ هدية أو صدقة‏؟‏ قالوا‏:‏ صدقة فردها إلى أصحابه والحسين بن علي يتعفر بين يديه فأخذ تمرة فألقاها في فيه، فقال‏:‏ إنا آل محمد لا نأكل الصدقة‏.‏

ابن النجار‏.‏

17094- عن طاووس قال‏:‏ أخبرني حجر المدري ‏(‏حجر بن قيس الهمداني المدري اليماني والمدري‏:‏ بفتح الميم، والدال بعدها راء نسبة إلى مدر بوزن جبل‏:‏ بلد باليمن‏.‏ خلاصة الكمال ‏(‏1/200‏)‏ ص‏)‏ أن في صدقة النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل منها أهلها بالمعروف غير المنكر‏.‏

‏(‏ش‏)‏ وسنده صحيح‏.‏

17095- عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده قال‏:‏ أتت عليا امرأتان تسألانه‏:‏ عربية ومولاة لها، فأمر لكل واحدة منهما بكر من طعام وأربعين درهما، فأخذت المولاة التي أعطيت وذهبت، وقالت العربية‏:‏ يا أمير المؤمنين تعطيني مثل الذي أعطيت هذه وأنا عربية وهي مولاة، فقال لها علي‏:‏ إني نظرت في كتاب الله عز وجل فلم أر فيه فضلا لولد إسماعيل على ولد إسحاق‏.‏

‏(‏هق‏)‏ ‏(‏أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفيء والغنيمة باب التسوية بين الناس في القسمة ‏(‏6/349‏)‏ وكان في الحديث تصحيفا فاستدركته منه‏.‏ ص‏)‏‏.‏

17096- عن علي قال‏:‏ ليس لولد ولا لوالد حق في صدقة مفروضة، ومن كان له ولد أو والد فلم يصله فهو عاق‏.‏

‏(‏هق‏)‏‏.‏

 باب في فضل الفقر والفقراء وما يتعلق بهما

‏{ ‏فصل في فضلهما‏}‏

17097- أنا أبو بكر بن الحسين، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقريء بن محمد الخياط، ثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الهمداني، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي قدم حاجا بهمدان ثنا أبو الحسن راجح بن الحسين بحلب، ثنا يحيى بن معين عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد عن عمر قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ الفقر أمانة فمن كتمه كان عبادة، ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين‏.‏

17098- عن الحسن قال‏:‏ قال رجل لعثمان‏:‏ ذهبتم يا أصحاب الأموال بالخير تتصدقون وتعتقون وتحجون وتنفقون، فقال عثمان‏:‏ وإنكم لتغبطوننا‏؟‏ قال‏:‏ إنا لنغبطكم قال‏:‏ فوالله لدرهم ينفقه أحد من جهد خير من عشرة آلاف غيض من فيض‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

17099- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17100- عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ كيف ترى جعيلا‏؟‏ فلت مسكينا كشكله من الناس قال‏:‏ فكيف ترى فلانا‏؟‏ قلت سيدا من الناس السادات قال‏:‏ فجعيل خير من مثل هذا ملأ الأرض، قلت‏:‏ يا رسول الله ففلان هكذا وأنت تصنع به ما تصنع قال‏:‏ إنه رأس قومه فأتألفهم‏.‏

أبو نعيم‏.‏

17101- عن أبي ذر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أبا ذر إن أمامك عقبة كؤودا لا يقطعها إلا كل مخف قال‏:‏ يا رسول الله أمنهم أنا‏؟‏ قال‏:‏ إن لم يكن عندك قوت ثلاثة فأنت منهم‏.‏

ابن عساكر‏.‏

17102- عن كعب بن عجرة قال‏:‏ لقيت النبي صلى الله عليه وسلم يوما فرأيته متغيرا قلت بأبي أنت مالي أراك متغيرا‏؟‏ قال‏:‏ ما دخل جوفي ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث، فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلا له فسقيت له على كل دلو بتمرة فجمعت تمرا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ من أين لك يا كعب‏؟‏ فأخبرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتحبني يا كعب‏؟‏ قلت بأبي أنت نعم، قال‏:‏ إن الفقر إلى من يحبني أسرع من السيل إلى معادنه وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافا ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ما فعل كعب‏؟‏ قالوا مريض، فخرج يمشي حتى دخل عليه فقال له‏:‏ أبشر يا كعب، فقالت أمه هنيئا لك بالجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من هذه المتألية على الله‏؟‏ قال‏:‏ هي أمي يا رسول الله قال‏:‏ ما يدريك يا أم كعب لعل كعبا قال ما لا ينفعه أو مالا يعنيه‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17103- عن غيلان بن سلمة الثقفي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن ماجئت به الحق من عندك فأقلل ماله وولده وحبب إليه لقاءك، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17104- عن العرباض بن سارية قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلينا يوم الجمعة في الصفة وعلينا الحوتكية ‏(‏الحوتكية‏:‏ قيل هي عمامة يتعممها الأعراب يسمونها بهذا الاسم‏.‏ وقيل هو مضاف إلى رجل يسمى حوتكا كان يتعمم هذه العمة‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏1/338‏)‏ ب‏)‏ فيقول‏:‏ أما لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم، وليفتحن لكم فارس والروم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17105- عن ابن مسعود قال‏:‏ حبذا المكروهان الموت والفقر وأيم الله ما هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بأيهما ابتدأت لأن حق الله في كل واحد منهما واجب إن كان الغنى إن فيه للعطف وإن كان الفقر إن فيه للصبر‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17106- عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا يقول يصرف يمينا وشمالا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17107- عن أمية بن خالد بن أبي العيص قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين‏.‏

‏(‏ش‏)‏ والبغوي ‏(‏طب‏)‏ وأبو نعيم‏.‏

17108- عن عبد الله بن معاوية الزبيري حدثنا معاذ بن محمد بن أبي ابن كعب عن أبيه عن جده أبي بن كعب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألا أدلكم على هدايا الله تعالى إلى خلقه‏؟‏ قلنا‏:‏ بلى قال‏:‏ الفقير من خلقه هو هدية الله تعالى قبل ذلك أو ترك‏.‏

ابن النجار وعبد الله بن معاوية ضعيف وذكره ‏(‏حب‏)‏ في الثقات‏.‏

17109- عن علي قال‏:‏ توفي غنيان وفقيران، فقال تبارك وتعالى لأحد الغنيين‏:‏ ما قدمت لنفسك وما تركت لعيالك‏؟‏ فيقول‏:‏ يا رب خلقتني وإياهم سواء وتكفلت برزق كل دابة وقلت‏:‏ ‏{‏ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له‏}‏ فقدمت لهذا وعلمت أنك مرزق عيالي من بعدي، فيقول‏:‏ اذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا، ثم يقال للغني الآخر‏:‏ ما قدمت لنفسك وما تركت لعيالك‏؟‏ فيقول‏:‏ يا رب كان لي عيال تخوفت عليهم العيلة فيقول تبارك وتعالى‏:‏ ألم أخلقك وإياهم سواء وتكفلت برزق كل دابة‏؟‏ فقال‏:‏ بلى ولكن تخوفت عليهم العيلة، قال‏:‏ قد أصابهم ما حذرت عليهم فاذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا، وقال لأحد الفقيرين ما قدمت لنفسك وما تركت لعيالك‏؟‏ فيقول‏:‏ يا رب قد خلقتني صحيحا فصيحا وعلمتني أسماءك ودعاءك ولو كنت أكثرت لي لخشيت أن يشغلني عن طاعتك فقد رضيت عنك يا رب، فيقول‏:‏ وأنا راض عنك فاذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا، وقال للفقير الآخر‏:‏ ما قدمت لنفسك وما تركت لعيالك‏؟‏ فيقول‏:‏ يا رب ما أعطيتني شيئا تسألني عنه، فيقول‏:‏ ألم أخلقك صحيحا فصيحا وخلقتك سميعا بصيرا وقلت ادعوني استجب لكم‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب ولكني نسيت‏.‏ قال‏:‏ وأنا أنساك اليوم فاذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا‏.‏

ابن جرير‏.‏

17110- عن علي قال‏:‏ خرجت في غداة شاتية من بيتي جائعا حرضا ‏(‏حرضا‏:‏ يقال أحرضه المرض فهو حرض وحارض‏:‏ إذا أفسد بدنه وأشفى على الهلاك‏.‏ النهاية ‏(‏1/368‏)‏ ب‏)‏ قد اذلقبي البرد فأخذت إهابا معطونا ‏(‏معطونا‏:‏ عطنت الجلد أعطنه، فهو معطون، إذا أخذت علقى - وهو نبت - أو فرثا وملحا فألقيت الجلد فيه وغممته ليتفسخ صوفه ويسترخي ثم تلقيه في الدباغ‏.‏ وعطن الإهاب بالكسر يعطن عطنا فهو عطن، إذا أنتن وسقط صوفه في العطن‏.‏ الصحاح ‏(‏6/2165‏)‏ ب‏)‏ كان عندنا فجببته ثم أدخلته في عنقي ثم حزمته على صدري أستدفأ به فوالله ما في بيتي شيء آكل منه ولو كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم لبلغني فخرجت في بعض نواحي المدينة فاطلعت إلى يهودي في حائط من ثغرة جداره، فقال‏:‏ مالك يا أعرابي هل لك في كل دلو بتمرة‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم فافتح الحائط ففتح لي فدخلت فجعلت أنزع دلوا ويعطيني تمرة حتى امتلأت كفي قلت حسبي منك الآن فأكلتهن ثم كرعت في الماء، ثم جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلست إليه في المسجد وهو في عصابة من أصحابه فاطلع علينا مصعب ابن عمير في بردة له مرقوعة بفرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى ثم قال‏:‏ كيف أنتم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في أخرى وسترت بيوتكم كما تستر الكعبة‏؟‏ قلنا‏:‏ نحن يومئذ خير منا اليوم، نكفى المؤنة ونتفرغ للعبادة، قال‏:‏ لا، بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ‏.‏

ابن راهويه وهناد ‏(‏ت‏)‏ وقال‏:‏ حسن ‏(‏أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب رقم 35 ورقم الحديث ‏(‏2473 و 2476‏)‏ وقال‏:‏ حسن‏.‏ ص‏)‏ غريب، ‏(‏ع‏)‏‏.‏

17111- عن ابن عباس قال‏:‏ أصابت نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة فبلغ ذلك عليا، فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليغيث به النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستسقى له سبعة عشر دلوا على كل دلو تمرة فخيره اليهودي على تمره فأخذ سبعة عشر عجوة فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ من أين لك هذا يا أبا الحسن‏؟‏ قال‏:‏ بلغني ما بك من الخصاصة يا نبي الله فخرجت ألتمس لك عملا لأصيب لك طعاما، قال‏:‏ حملك على هذا حب الله ورسوله‏؟‏ قال‏:‏ نعم يا نبي الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه ومن أحب الله ورسوله فليعد للبلاء تجفافا دائما يعني‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وفيه حنش ‏(‏هو‏:‏ حسين بن قيس الرحبي الواسطي أبو علي ولقبه حنش‏.‏ قال البخاري‏:‏ لا يكتب حديثه، وقال النسائي‏:‏ ليس بثقة‏.‏ ميزان الإعتدال ‏(‏1/546‏)‏ ص‏)‏‏.‏